فرانك لامبارد اثناء تمارين انكلترا مع جون تيري (ا.ف.ب)
جوهانسبيرغ -ا.ف.ب- تدق ساعة الحقيقة أمام المنتخب الجزائري اليوم عندما يلاقي نظيره الانكليزي في كيب تاون ضمن الجولة الثانية من نهائيات كأس العالم المقامة حاليا في جنوب افريقيا.
بعد خسارته المباراة الاولى امام سلوفينيا، يدرك محاربو الصحراء ان اي تعثر جديد يعني خروجهم خالي الوفاض وهم الذين يمنون النفس بتخطي الدور الاول لتأكيد عودتهم اللافتة الى الساحتين العالمية والقارية بعد ملحمة «أم درمان» التي انتزعوا من خلالها بطاقة التأهل الى العرس العالمي للمرة الاولى منذ 24 عاما وتحديدا مونديال المكسيك 1986، والثالثة في تاريخهم بعد 1982.
«محاربو الصحراء» بحاجة إلى الروح القتالية
الاكيد ان المنتخب الجزائري بحاجة أمام الانكليز الى تلك الروح القتالية واللعب الرجولي المنظم الذي مكنهم من التغلب على المنتخب المصري سيد القارة السمراء في الاعوام الستة الاخيرة، وهو ما اكده أغلب اللاعبين في الايام الاخيرة من خلال الحماس الكبير الذي دب في نفوسهم في المعسكر التدريبي في مرغيت، وفي مقدمتهم القائد الجديد مدافع بوخوم الالماني عنتر يحيى الذي اوضح بان «كل شي على ما يرام الآن، أظن أننا نسينا الخسارة امام سلوفينيا وحفظنا الدرس جيدا، الكل مصمم على رفع التحدي أمام الإنكليز».
ومن المتوقع أن يلجأ سعدان إلى خطة 4-5-1 لتأمين خط الدفاع وفرض السيطرة في وسط الملعب في ظل تواجد أسماء رنانة في المنتخب الانكليزي امثال فرانك لامبارد وستيفن جيرارد وجو كول وغاريث باري.
وسيحتفظ سعدان برباعي خط الدفاع عنتر يحيى ومجيد بوقرة ورفيق حليش ونذير بلحاج، على ان يعهد لقطب دفاع رينجرز الاسكتلندي بوقرة مهمة رقابة نجم مانشستر يونايتد واين روني على اعتبار انه سبق له اللعب في الدوري الانكليزي مع تشارلتون.
سمعة الإنكليز على المحك
في المقابل، ستكون سمعة الانكليز على المحك امام الجزائر وذلك بعد التعادل المخيب امام الولايات المتحدة 1/1 في الجولة الاولى.
وسيكون الانكليز مطالبين بتحقيق الفوز تفاديا لاي مفاجأة قد تحصل في الجولة الثالثة الاخيرة خصوصا انهم سيلاقون سلوفينيا التي ضربت بقوة في الجولة الاولى وتغلبت على ممثل العرب 1/صفر.
وتكتسي مباراة اليوم اهمية كبيرة لانكلترا الساعية الى استعادة هيبتها لان سجلها في البطولات العالمية لا يتناسب مع سمعتها كونها مهد اللعبة الاكثر شعبية في العالم ومنها انطلقت القوانين الاولى، وكونها ايضا تضم اعرق الاندية في العالم وعلى رأسها مانشستر يونايتد وليفربول، وجمهور يعشق كرة القدم حتى النخاع، وبطولة من افضل البطولات في العالم.
باري يعود لـ «الأسود»
ويعود الى صفوف انكلترا لاعب وسط مانشستر سيتي غاريث باري الذي غاب عن المباراة الاولى بسبب الاصابة، وسيشكل قوة ضاربة في خط الوسط الى جانب القائد ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد.
مشاركة شاوشي غير مؤكدة
أكد مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان ان مشاركة حارس مرمى وفاق سطيف فوزي شاوشي غير مؤكدة امام المنتخب الانكليزي. وقال سعدان في مؤتمر صحافي ان شاوشي عانى اصابة طفيفة في ركبته اليسرى في الحصة التدريبية الاربعاء الماضي، وان الجهاز الطبي طلب اراحته على امل تعافيه قبل المباراة، مشيرا الى ان الجهاز الطبي ابلغنا بان نضع في الحسبان احتمال غيابه عن مواجهة انكلترا. وتابع ان «القرار النهائي بهذا الشأن سيتخذ قبل المباراة».
احتمالية وجود غرين أساسي
ألمح كابيللو المدير الفني لمنتخب انكلترا إلى عدم تغيير حارس المرمى روبرت غرين رغم الخطأ الذي ارتكبه عندما انزلقت الكرة من بين يديه ليهدي للأميركي كلينت ديمبسي هدف التعادل لفريقه في مباراة السبت الماضي، وأشار إلى إمكانية الدفع بجيرمين ديفو في خط الهجوم إلى جانب واين روني بدلا من إميل هيسكي رغم تألق مهاجم أستون فيلا في المباراة الأولى لإنكلترا.
أرقام وإحصائيات
المواجهة هي الاولى بين المنتخبين في اي فئة عمرية.
لم يخسر المنتخب الانكليزي في اي مواجهة له مع منتخبات افريقية في نهائيات كأس العالم، حيث فاز ثلاث مرات وتعادل مرتين. وقد فاز المنتخب الانكليزي على مصر 1/صفر والكاميرون 2/3 بعد التمديد (كلاهما عام 1990)، وعلى تونس 1/صفر (1998)، وتعادل مع المغرب صفر/صفر (عام 1986) ونيجيريا صفر/صفر (2002).
لم يخسر المنتخب الانكليزي اي مباراة ضد منتخب افريقي في اي بطولة رسمية او مباراة ودية في 11 مباراة خاضها ضد هذه المنتخبات، فحقق الفوز 7 مرات وتعادل اربع مرات.
بوقرة أمام تحدي روني
تتضمن القمة الساخنة بين المنتخبين الانكليزي والجزائري في الجولة الثانية من مونديال جنوب افريقيا مواجهة حامية بين قطب دفاع محاربي الصحراء مجيد بوقرة ونجم الاسود الثلاثة واين روني.
يعود بوقرة بالذاكرة الى مواسم قليلة خلت عندما كان يدافع عن الوان شيفيلد وينزداي وتشارلتون اتلتيك (2008/2007) في محاولة لاستكشاف مواجهته لنجم الشياطين الحمر حاليا، لكنه لم ينجح في ذلك، «ربما لم يكن روني وقتها بلغ قمة نضجه مثلما هو الامر الآن، لكن ذلك لا ينفي ان هذا المهاجم كان خطيرا منذ بداياته الاحترافية مع ايفرتون».
بوقرة: روني لاعب خطير
واوضح بوقرة «كشر روني عن انيابه في مراحل مبكرة من مسيرته الكروية، والا فما كان مانشستر يونايتد ليخطفه من ايفرتون. تعلم روني كثيرا في صفوف مانشستر يونايتد واستفاد من مجاورته نجوما كبارا مثل (البرتغالي كريستيانو) رونالدو و(الويلزي راين) غيغز و(بول) سكولز، بالاضافة الى السير اليكس فيرغسون».
وتابع «أصبح روني لاعبا قويا وخطيرا وأفضل اللاعبين في العالم. يصعب على اي مدافع ايقافه، انه لاعب كبير بامكانه قلب نتيجة المباراة في اي لحظة ومن اي لمسة، سواء بقدميه او برأسه. انه إحدى نقاط قوة المنتخب الانكليزي وأحد مفاتيح لعبه، لقد سبق لي أن لعبت ضده وأعرف امكانياته جيدا، أتمنى أن أكون في الموعد كي أحدّ من تحركاته».
روني: الجزائر ستعاني
وفي الوقت الذي يؤكد فيه بوقرة جاهزيته لخوض التحدي امام روني، وجّه الاخير انذارا ضمنيا الى بوقرة من خلال اعلانه بان الدفاع الجزائري سيعاني امام الانكليز. وقال روني: «انا واثق من اننا سنفوز على الجزائر، واذا نجحنا في تكرار عرضنا في المباراة الاولى، فان الدفاع الجزائري سيعاني».
ويبدو ان روني مصمم على التألق امام الجزائر واستعادة بريقه الذي خفت منذ تعرضه للاصابة في الدور ربع النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا امام بايرن ميونخ الالماني.
وتمنّي انكلترا النفس في ان يستعيد ولدها الذهبي مستواه المعهود لانه املها في تحقيق حلم معانقة اللقب العالمي للمرة الاولى منذ عام 1966، فهل يكون روني عند حسن الظن غدا أم يقول بوقرة وزملاؤه كلمتهم ويصعّبون المهمة على الانكليز؟
فوزي الشاوشي (ا.ب)
روبرت غرين (ا.ب)
مجيد بوقرة (ا.ف.ب)